هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الصدق والكذب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MaDo
Admin
MaDo


المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 17/07/2010

 الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: الصدق والكذب    الصدق والكذب Icon_minitimeالأحد يوليو 25, 2010 1:02 pm

أخرجه مسلم في صحيحه عن أم كلثوم رضى الله
عنها قالت: "ما سمعت رسول الله (ص) يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث:
الرجل يقول القول، يريد به الإصلاح (أي بين الناس)، والرجل يقول القول في
الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها".

وهذا من واقعية هذه
الشريعة، وبالغ حكمتها.

فليس من المقبول أن ينقل من يريد الإصلاح ما
يسمعه من كلا الخصمين في حق صاحبه، فيزيد النار اشتعالا، بل يحاول تلطيف
الجو، ولو بشيء من تزويق الكلام، أو الزيادة فيه، وإنكار ما قاله أحدهما في
الآخر من سب أو إهانة.

وليس من المعقول أن يعطي العدو ما يريد من
معلومات، تكشف عن أسرار الجيش. أو تدل على عورات البلد، أو تنبىء عن مواطن
الضعف في الجبهة الداخلية، أو غير ذلك، تحت عنوان "الصدق" بل الواجب إخفاء
ذلك عنه، فإن الحرب خدعة.

وليس من الحكمة كذلك أن تصارح المرأة زوجها
بما كان لها من ماض عاطفي عفى عليه الزمن، ونسخته الأيام، فتدمر حياتها
الزوجية باسم "الصدق" الواجب. ولهذا كان الحديث النبوي في غاية الحكمة
والصواب، حين استثنى ما يحدث بين الزوجين من كلام في هذه النواحي من الكذب
المحرم، رعاية للرباط الزوجي المقدس.

ولا شك أن الزوج مخطىء في طلبه من
زوجته أن تحلف له على ما ذكرت، وخطؤه من وجهين:

الأول: أنه ينبش ماضياً
لا علاقة له به، وقد لا يكون من صالحه نبشه، واستثارة دفائنه، فكثيراً ما
تمر بالفتاة_ومثلها الفتى _ أيام يهفو قلبها لفتى "قريب، أو جار أو غير
ذلك، تعتبره فارس أحلامها، ثم لا يلبث أن ينشغل عنها أو تنشغل عنه، وخاصة
بالزواج، فليس من الخير إحياء هذه العواطف التي ماتت مع الزمن وحسبه أن
الزوجة تخلص له، وتؤدي حقه، وترعى بيته، ولا تقصر في شئونه.

الثاني: أن
الحلف لا يقدم ولا يؤخر في العلاقة بينهما، لأنها إن لم تكن ذات دين، تخشى
الله، وتخاف حسابه، فلا يهمها أن تحلف بأغلظ الأيمان وهي كاذبة وإن كانت
ذات دين، ممن يرجو الله ويخاف سوء الحساب، فيكفيه دينها وتقواها ليطمئن
إليها، ويثق بأمانتها وإخلاصها.

ويخشى أن يجرها إلحاحه عليها إلى أن
تحلف كاذبة، ويكون الإثم عليه هو لا عليها، والذي أؤكده هنا بالفعل، أنه لا
حرج على الزوجة إذا ضغط عليها الزوج بمثل هذه الصورة المذكورة في السؤال
أن تحلف وهي كاذبة، لأن صدقها يعرض حياتها الزوجية للانهيار وهو ما يكرهه
الله تعالى، ويقاومه الإسلام، فالحلف هنا من باب الضرورة.

ومثل هذا
أيضاً إذا سألها: هل تحبه أم لا؟ وطلب منها اليمين على ذلك فمثل هذا النوع
من الرجال لا يرضيه إلا الحلف، وإن كان كاذباً. فلتحلف إن لم تجد بداً من
الحلف، ولتستغفر الله تعالى، وهو الغفور الرحيم.

فليس من الازم أن يكون
كل رجل وأمرأته "قيسا"وليلى" حبا"وغراما",وعواطف مشبوبة ولعلهما لو كانا
كذلك لانتهى مصيرهما بغير الزواج ,كما انتهى مصير قيس وليلاه ,وحسب الزوجين
أن يتعاشرا بالمعروف في ظل الدين والأخلاق ,أو الإسلام والأحساب كما قال
الفاروق رضي الله عنه وأرضاه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://muosika.yoo7.com
 
الصدق والكذب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ميــوزيكـــا الإسلاميات :: مــيوزيكـــا! فتاوى وأحكام-
انتقل الى: